ـ يكفر : في (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم) البقرة ٢٧١، قرئ بالرفع وبالجزم، والرفع قراءة حفص(١)، وفي التحليل لدلالة الرفع ذكروا أنه على الاستئناف، ودليله قوله: (ومن عاد فينتقم الله منه) المائدة ٩٥ بالرفع(٢)، وقيل: عطف نسق على ما بعد الفاء، وهو الأفصح؛ لأن الأفصح من الكلام في النسق على جواب الجزاء الرفع، وإنما الجزم تجويزه(٣)، والرفع أبين، قال سيبويه: "الرفع هو الوجه الجيد؛ لأن الكلام الذي بعد الفاء يجري مجراه في غير الجزاء"(٤)، وذكر أبو حيان أن الرفع أبلغ وأعم من الجزم ؛ فبينما الجزم على أنه معطوف على جواب الشرط الثاني يدل الرفع على أن التكفير مترتب من جهة المعنى على بذل الصدقات أبديت أو أخفيت، وإن كان الإخفاء خيرا من الإبداء(٥).
ـ فيغفر، يعذب: في (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) البقرة ٢٨٤، قرئ بالرفع والجزم، والرفع قراءة حفص(٦)، ودلالة الرفع القطع والاستئناف(٧)، وذكر أبو حيان أن الرفع على وجهين أحدهما أن يجعل الفعل خبرا لمبتدأ محذوف، والآخر أن يعطف جملة على جملة من فعل وفاعل(٨).
(٢) حجة ابن خالويه ١٠٢، والكشف ١/٣١٦، والبحر ٢/٣٢٥
(٣) جامع البيان ٥/٥٨٤
(٤) الجامع ٢/١١٤٣
(٥) البحر ٢/٣٢٥
(٦) السبعة ٤٠٧ وإعراب القراءات السبع ٢/٩ والعنوان ١٢٦ والنشر ٢/٣١٧
(٧) حجة ابن خالويه ١٠٤، والكشف ٢/٨٤، والجامع ٢/١٢٣١
(٨) البحر ٢/٣٦٠