ـ يرثني : في (فهب لي من لدنك وليا يرثني) مريم ٦، قرئ بالرفع والجزم، والرفع قراءة حفص(١)، ودلالته أنه في موضع نعت لولى؛ لأنه نكرة، ويؤكده قوله (أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا) المائدة ١١٤، فلا خلاف على قراءتها رفعا، أضف إلى هذا أن زكريا سأل ربه وليا وارثا علمه ونبوته، فليس المعنى على الجواب، أي ليس المعنى: إن وهبت لي وليا يرثني، بل رد أبو عبيدة قراءة الجزم، وقال: كيف يخبر زكريا الله وهو أعلم به منه؟"(٢)، ونظيره قوله: (ردءا يصدقني)(٣)القصص ٦٠
ـ يقول : في قوله تعالى: (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهولاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) المائدة ٥٣، قرئ بالرفع وبالنصب، والرفع قراءة حفص(٤)، وهو على القطع والاستئناف(٥).
٢ـ حركة النصب :
من الأفعال التي تنوعت قراءتها وجاءت منصوبة في قراءة حفص :

(١) السبعة ٤٠٧، والعنوان ١٢٦، والنشر ٢/٣١٧، والإتحاف ٢/٢١٣
(٢) الجامع ٥/٤١٢٠، وإبراز المعاني ٥٨١، وعلى الرغم من أن الرفع قراءة حفص فإن الباحث ليس على وفاق وأبا عبيده؛ لأن كلتا القراءتين متواترة، وأما احتجاجه فيرده أن ثمة آيات كثيرة يسأل الله فيها عبده وهو أعلم بالإجابة، كسؤاله لموسى "وما تلك بيمينك يا موسى"، وسؤاله لعيسي " أأنت قلت للناس وأمي إلهين".
(٣) الكشف ٢/٨٤
(٤) النشر ٢/٢٥٤، والإتحاف ١/٥٣٧
(٥) حجة ابن خالويه ١٣١، وجامع البيان ١٠/٤٠٧، والكشف ١/٤١١، والجامع ٣/٢٢١٥


الصفحة التالية
Icon