ـ فيضاعفه : في (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له) البقرة ٢٤٥، حيث قرئ بالنصب وبالرفع، والنصب قراءة حفص(١)، ودلالة النصب أنه على جواب الاستفهام(٢)، أي من المقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له؟ إذن (يضاعفه) جواب الاستفهام، وذلك مثل قولك: من أخوك؟ فنكرمه ـ بالنصب ـ لأن الأفصح في جواب الاستفهام بالفاء إذا لم يكن قبله ما يعطف عليه نصبه(٣)، وفي هذه القراءة رد على من قال(٤): "إذا كان الاستفهام عن المسند إليه الحكم لا عن الحكم فلا يجوز النصب بإضمار (أن) بعد الفاء في الجواب، فهو قول محجوج بهذه القراءة المتواترة، وقد جاء في الحديث (من يدعوني فأستجيب له) بالنصب وكذلك سائر أدوات الاستفهام(٥).

(١) السبعة ١٨٤، والنشر ٢/٢٢٨
(٢) حجة ابن خالويه ٩٨
(٣) جامع البيان ٥/٢٨٧
(٤) من أولئك مكي؛ حيث وصفه بالقبح، وأول النصب على جواب الشرط ؛ لأن النصب إنما يجوز إذا كان الاستفهام عن المسند أي القرض نحو: أتقرضني؟ فأشكرك بالنصب انظر الكشف ١/٣٠٠ والباحث لا يوافق مكيا على رأيه، فالقراءة تخالف ما ذهب إليه.
(٥) الجامع ٢/١٠٥٠، والبحر ٢/٢٥٢


الصفحة التالية
Icon