الجمع الأول للنص القرآني(١):
ظل الصحابة يقرأون القرآن كما تلقوه من رسول الله - ﷺ - شفاهة طيلة حياته ومن بعد مماته حتى استحر القتل بالقرّاء في حروب الردة، فأمر أبو بكر ـ بدافع من عمر ـ بجمع القران لضمان سلامة النص، فتمّ ذلك لهم، وأُودِعتْ الصُحُف عند أبى بكر حتى توفى ثم عند عمر ثم عند حفصة.. حتى حدث ما حدث من قتال في عهد عثمان.
الجمع الثاني للنص القرآني(٢):
وقع اختلاف بين المسلمين في تلاوة القران باتساع الفتوحات الإسلامية وتفرُقِ المسلمين في الأمصار، وبلغ الأمر ذروته حينما كان المسلمون من أهل الشام والعراق يغزون أذربيجان وأرمينية، حيث حدا الاختلاف بهم في القراءة أن يكفر بعضهم بعضا، وكان معهم أبو حديفة اليمان، فأسرع إلى عثمان وأخبره بما حدث، فأمر عثمان على التو بإحضار الصحف المودعة عند حفصة ونسخها في مصحف ـ هو ما عرف بالمصحف العثماني ـ وقال للناسخين: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم".
ويقف الباحث عند مقالة عثمان متسائلا : هل نزل القرآن بلغة قريش فحسب؟ ومن ثم فهي أفصح اللغات، ولماذا وصفت بأنها أفصح اللغات؟ وإن لم يكن هذا، فما دلالة هذه المقالة؟
(٢) انظر: الفهرست ٣٧ ومقدمتان في علوم القرآن ١٨ وفتح الباري ٩/١١ والمصاحف ١٨ والكامل في التاريخ ٣/٥٥ وجمال القراء ١/٨٩ والنشر ١/٧ وتاريخ آداب العرب ٢/٣٧ دائرة معارف القرن العشرين ٧/٦٦٧