وذكر الطبري أن هذا هو رأى البصريين وبعض الكوفيين؛ حيث قالوا: والعرب تجيب بـ(الواو وثم) كما تجيب بـ(الفاء)، يقولون: (ليت لي مالا فأعطيك، وأعطيك، ثم أعطيك) بالنصب(١)، وذكر بعضهم(٢)أن النصب على جواب التمني بإضمار (أن)، والواو للعطف عطف مصدر على مصدر متوهم قبله، كأنه قال: "يا ليتنا يكون لنا رد وانتفاء من التكذيب وكون من المؤمنين) فحمل (نكذب ونكون) على مصدر (نرد) في الرفع؛ إذ لم يمكن حمل العطف على نرد لانقلاب المعنى إلى الرفع، فلابد من إضمار (أن) لتكوّن مع الفعل مصدرا، فيعطف مصدر على مصدر، ويؤكد أبوحيان هذا الرأي(٣)بقوله: "إن نصب الفعل بعد الواو ليس على جهة الجواب لأن الواو لا تقع في جواب الشرط، فلا ينعقد مما قبلها ولا مما بعدها شرط وجواب، وإنما هي واو الجمع يعطف ما بعدها على المصدر المتوهم قبلها..
(٢) الكشف ١/٤٢٧، والجامع ٣/٢٤٠٥
(٣) البحر ٤/١٠١