وجمعت بين الإسناد للفاعل والإسناد للمفعول، وإن كاد الإسناد للفاعل يكون أكثر ويمكن القول بأن الإسناد للفاعل يفيد التخصيص والتحديد؛ حيث يتضح الفاعل في حين أن الإسناد للمفعول غالبا ما تكون دلالته التعميم والإبهام، ولكل دلالة بلاغية تتضح من خلال السياق، وتكاد قراءة حفص تكون قد حافظت على إبراز تلك الدلالة.
كما آثرت الزمن الماضي في المواضع التي بحاجة إلى شديد تأكيد؛ لأن الماضي أشد توكيدا، والدليل على ذلك أنه يستعمل في موضع الاستقبال لا سيما إذا كان شرطا كما في (تطوع)، والماضي له دلالة بلاغية؛ حيث يجعل أسلوب الكلام أسلوبا خبريا، وآثرت الأمر في المواضع لا تحتمل الشك؛ حيث أن الأسلوب إنشائي أمري، وغالبا ما يأتي ذلك في المواضع التي يأمر الله فيها نبيه - ﷺ - أن يأمر قومه بأمر لم يسبق إليه.
وفي جواب الطلب يجوز الجزم والرفع على الاستئناف أو النعت، وهو أولى؛ لأنه أفصح، وتصير دلالة الأمر تامة من غير جواب، كذلك المعطوف على جواب الأمر فيه الرفع والجزم، الرفع أفصح على القطع، ويصبح تركيبا مستقلا.
وجاءت قراءة حفص متوافقة وقواعد النحاة في الحركات الثلاث، أما اختلافهم في تفسير الظاهرة، فلم يخرج القراءة عن موافقتها لقواعدهم بوصف عام.