ـ رب : في قوله: (واذكر اسم ربك وتمثل إليه تبتيلا. رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو)(١)المزمل ٩، ودلالته أنه خبر، مبتدؤه محذوف، وتقديره (هو رب).
ـ فكّ : في (وما أدراك ما العقبة فك رقبة) البلد ١٣، قرئ بالضم والفتح، والضم قراءة حفص(٢)، ودلالته أنه خبر أي (اقتحام العقبة فك رقبة)، ومثلها إطعام في (إطعام في يوم ذي مسغبة)(٣)، أما الفتح فيهما فدلالته أنهما فعلان مبنيان.
بعد عرض هذه النماذج للكلمات التي جاءت في قراءة حفص بالرفع تبين أن دلالة هذه الحركة أنها تجعل الكلمة تمثل تركيبا مستقلا داخل التركيب الكلى للآية، في حين أن نصها يجعلها ـ لا شك ـ مرتبطة بها قبلها من الكلام، ولعل تعدد تركيبات قصيرة الكلمات أشد توكيدا من تركيب واحد كثير الكلمات، فضلا عن ان الرفع أقوى من النصب، فالرفع عمدة والنصب فضلة.
ثانيا : حركة النصب :
ثمة كلمات تنوعت قراءتها ما بين النصب والرفع، والنصب قراءة حفص، ولا شك أن اختلاف الحركة الإعرابية له أثر على التركيب، ونعرض لعدة نماذج من تلك الكلمات ؛ لنرى مدى أثر الحركة الإعرابية على التركيب.
١ـ خبر النواسخ الفعلية:
ـ البر : في (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب)(٤)البقرة ١٧٧، ودلالة النصب أن (البر) خبر ليس مقدم على اسمها المصدر المؤول (أن تولوا)(٥)، وكان المصدر أولى أن يكون اسما؛ لأنه لا يتنكر والبر قد يتنكر، و (أن والفعل) أقوى في التعريف(٦)، ومثله (وما كان حجتهم إلا أن قالوا) و(ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا) و(فكان عاقبتهما أنهما في النار)(٧).

(١) السبعة ٦٥٨، والنشر ٢/٣٩٣، والإتحاف ٢/٤٠٧
(٢) العنوان ٢٠٩، والنشر ٢/٤٠١، والإتحاف ٢/٦١٠
(٣) حجة ابن خالويه ٣٧١
(٤) السبعة ١٧٦، والنشر ٢/٢٢٦
(٥) حجة ابن خالويه ٩٢
(٦) الكشف ١/٢٨٠
(٧) الجامع ١/٦١٥، والبحر ٢/٢، والمهذب ١/٨١


الصفحة التالية
Icon