ـ بينكم : في ( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )(١)الأنعام ٩٤، ودلالته أنه ظرف، معناه الفضاء بين الغايتين، ودليله قراءة ابن مسعود (تقطع ما بينكم)، و(بينكم) من الكلمات التي تكون اسما وظرفا مثل (دون)، تقول: زيد دونك، وزيد دون من الرجال، وكذلك (وسط )، تقول: زيد وسط الدار، وهذا وسطها(٢)، وقال مكي: والتقدير لقد تقطع وصلكم بينكم، ودل على حذف الوصل قوله (ما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء) فدل هذا على التقاطع بينهم وبين شركائهم؛ إذ تبرأوا منهم، وتقاطعهم يعني ترك وصلهم، فحسن إضمار الوصل بعد (تقطع) لدلالة الكلام عليه(٣)، وذكر القرطبي أن (بينكم) يجوز أن يكون اسما مرفوعا، ونصب لكثرة الاستعمال، ودليل اسميته دخول حرف الجر عليه كما في (من بيننا وبينك حجاب)(٤). والباحث يرى أن هذا الرأي وإن يكن مقبولا فدليله ليس بحجة؛ لأن ثمة ظروفا كثيرة، بل تكاد تكون كل الظروف تقبل حرف الجر، ويعمل الحرف فيها وهي على ظرفيتها، وخير نموذج لذلك (قبل، بعد) يقبلان حرف الجر، ويعمل فيهما الإعراب حال الإضافة، وإلا فيعمل فيهما البناء على الضم، انظر لقوله تعالى (من قبل أن يأتي يوم..) في غير موضع من القرآن بالكسر، و(لله الأمر من قبل ومن بعد )بالضم؛ ومن ثم يرجح الباحث النصب على الظرفية.
ـ يوم : في قوله تعالى (ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)(٥)الانفطار ١٩، فالنصب هنا على الظرف، ويماثله قوله تعالى: (يوم تبلى السرائر)(٦)الطارق ٩.
(٢) حجة ابن خالويه ١٤٥، وجامع البيان ١١/٥٤٩
(٣) الكشف ١/٤٤٠، والجامع ٣/٢٤٧٩، والبحر ٤/١٨٢
(٤) الجامع ٣/٢٤٧٩
(٥) السبعة ٦٧٤، والنشر ٢/٣٩٩
(٦) إعراب ثلاثين سورة ٥٩