وبعد هذا العرض أن قراءة حفص في موقفها من الكلمات التي تنوعت قراءتها ما بين النصب على أنها ظروف والرفع على أنها أسماء، آثرت النصب على الظرفية.
ثالثا : حركة الجر :
يعرض الباحث في ضوء هذه الظاهرة لمجموعة من الكلمات التي جاءت مجرورة على الإضافة في قراءة حفص:
ـ كيد : في (وأن الله موهن كيد الكافرين) الأنفال ١٨؛ حيث قرئ (موهن) بالتنوين ونصب (كيد)، ومن غير تنوين وجر (كيد)، وهي قراءة حفص(١)، والجر على الإضافة ـ ضره.. رحمته : في قوله تعالى (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن ارادني الله بضر هل من كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله) الزمر ٣٨، حيث قرئ كاشفات وممسكات بالتنوين وضره ورحمته بالنصب، ومن غير توين وجر ضره ورحمته وهذه قراءة حفص(٢)، والجر على الإضافة. وعلى شاكلته:
ـ نوره : في (يريدون ليطفنوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرين)(٣)الصف ٨.
ـ أمره : في (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره)(٤)الطلاق ٣.
وبعد.. فمن خلال العرض لمبحث (الحركة الإعرابية وأثرها في التركيب) تبين للباحث الآتي:
ـ بالنسبة لحركة الرفع : بعد عرض النماذج للكلمات التي جاءت في قراءة حفص بالرفع تبين أن دلالة هذه الحركة أنها تجعل الكلمة تمثل تركيبا مستقلا داخل التركيب الكلي للآية، في حين أن نصبها يجعلها ـ لا شك ـ مرتبطة بما قبلها من الكلام، ولعل تعدد تركيبات قصيرة الكلمات اشد توكيدا من تركيب واحد كثير الكلمات، فضلا عن أن الرفع أقوى من النصب، فالرفع عمدة والنصب فضلة.
(٢) العنوان ١٦٥، والإتحاف ٢/٤٢٩
(٣) السبعة ٦٣٥، وإعراب القراءات السبع ٢/٣٦٤، والنشر ٢/٣٨٧
(٤) العنوان ١٩٢، والكشف ٢/٣٢٤، والإتحاف ٢/٤٥