ـ بالنسبة لحركة النصب: بعد عرض النماذج للكلمات المنصوبة بعد (كان) تبين أن قراءة حفص آثرت أن يكون التركيب جملة اسمية مسبوقة بفعل ناقص ناسخ، على حين أن الرفع دلالته أن الجملة فعلية فعلها تام لازم، ويمكن القول بوصف عام : إن في كل المواضع المماثلة للنماذج التي عرض لها الباحث قراءة حفص لم تستعمل (كان) تامة، بل تستعملها ناقصة.
كذلك لحظنا من خلال قوله :(ليس البر أن تولوا) وما ماثله أن قراءة حفص قد جاءت على اللغة الفصحى؛ حيث نصبت الاسم المعرف بـ(أل) على أنه خبر مقدم، والمصدر المؤول اسم ليس مؤخر، وكان المصدر أولى أن يكون اسما لأنه لا يتنكر والبر قد يتنكر، و(أن والفعل) أقوى في التعريف، ومثله (وما كان حجتهم إلا أن قالوا) و(ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا) و(فكان عاقبتهما أنهما في النار).
ولحظنا أيضا في النماذج التي تمثل النصب على الحال أن قراءة حفص جاءت موافقة لقواعد النحاة في كل النماذج باستثناء كلمة سواء في قوله (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد) الحج ٢٥ و(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) الجاثية ٢١، حيث وصفها سيويه بقوله: "وهي لغة رديئة".
ولحظنا أيضا أن قراءة حفص في مواقفها من الكلمات التي تنوعت قراءتها ما بين النصب على أنها ظروف والرفع على أنها أسماء آثرت النصب على الظرفية.