ـ بالنسبة لحركة الجر: بعد عرض هذه النماذج لحظ الباحث أن كل الكلمات المضافة على زنة اسم الفاعل، واسم الفاعل إذا نُوّن أفاد دلالة الحال واستقبال، وإذا لم ينون اختصت دلالته بالماضي، وقد لا ينون مع إفادته للاستقبال، إذ يحذف التنوين استخفافا، وهو كثير في كلام العرب، وحذفه حسن،(١)فإذا ما نظرنا إلى النماذج التي عرضنا لها نجد أن اسم الفاعل فيها دلالته الماضي حيث حذف التنوين فيها ليس استخفافا، وإنما للإضافة، ولا يجتمع التنوين والإضافة، والتنوين علم التنكير، والإضافة موضوعة للتعريف، وثمة مضاف إلى معرفة ومضاف إلى نكرة، والمضاف إلى المعرفة معرفة، والمضاف إلى النكرة نكرة، غير أنه أفاد من الإضافة معني التخصيص، والنماذج التي عرضنا لها من النوع الأول (المضاف إلى المعرفة).
الحركة الإعرابية وأثرها في التوابع :
بدءا يشير الباحث إلى أنه لن يعرض للتوابع عرضا تقليديا ؛ فلذلك مذكورا في مظانه المتقدمة، وإنما يعرض لذلك من خلال الكلمات التي تنوعت قراءتها رفعا ونصبا وجرا، ويتم العرض تبعا لقراءة حفص:
أولا : النعت :
هو وصف لما قبله، ومما يتبعه فيه الإعرابُ.. ومن الكلمات التي جاءت نعتا في قراءة حفص :
ـ أليم : في قوله (والذين سعوا في آياتنا معا جزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم) سبأ ٥، و(الذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم) الجاثية ١١، قرئ بالرفع والجر، والرفع قراءة حفص(٢)، ودلالته أنه نعت للعذاب(٣).
ـ غير : في (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض) فاطر ٣، قرئ بالرفع والجر، والرفع قراءة حفص(٤)، والرفع على النعت لـ(خالق) قبل دخول حرف الجر الزائد، فالرفع حملا على المعني.
(٢) السبعة ٥٢٦، والنشر ٢/٣٤٩
(٣) حجة ابن خالويه ٢٩٢
(٤) العنوان ١٥٨، والإتحاف ٢/٣٩٠