ومما تنكروا له من قراءات قراءة حمزة (تساءلون به والأرحام) بخفض الأرحام، وقراءة حفص عن عاصم (ثم ليقطع) و(ثم ليقضوا) ١٥و٢٩ الحج بإسكان اللام(١).
ولعل موقف النحويين هذا جرّأ المستشرقين على الطعن في كثير من القراءات والنيل منها متسترين بلباس البحث العلمي حينا وبالحقد الدفين والسهام المسمومة أحيانا، وهم في ذلك قد تنكبوا الطريق السوي ؛ فضلّوا وأضلّوا في بعض ما كتبوا ونقلوا(٢).
... ومن ثم كان ينبغي لأولئك النحاة أن يقدموا النص على أقيستهم المستقاة من كلام العرب؛ لأن (القياس يتضاءل عند السماع)(٣). ولن يفرط الباحث في موقف النحاة من القراء وقراءاتهم، فهذا أمر قد أوفى من درس السابقين نصيبا موفورا(٤).
المبحث الثاني
ترجمة موجزة
لـ( عاصم وشيوخه ورواته)
في هذا المبحث يترجم الباحث بإيجاز لعاصم وشيوخه وتلامذته، ومنهم حفص؛ فذلك أمر ضروري لخدمة البحث.
أولا : ترجمة موجزة لـ(عاصم)(٥):

(١) انظر: التفسير الكبير ٩/١٦٩ وروح المعاني ٤/١٨٤ وفتح القدير ١/٤١٨
(٢) انظر: الصراع بين النحاة والقراء، مجلة المجمع عدد ٣٣/١٩٧٤ ص ١٦٠
(٣) انظر: التفسير الكبير ٩/١٧٠
(٤) انظر: الكتاب ١/٣٩١ والخصائص ١/٢٨٥ والإنصاف م ٦٠ وشرح المفصل ٣/٧٨ وشرح درة الغواص ٩٥...
(٥) حول الترجمة انظر: الفهرست ٤٣ وقراءات القراء المعروفين ٩٥ والجرح والتعديل م ٦ جـ ٣/٣٤٠ وإبراز المعاني ٧، وفيات الأعيان ٣/٩ وسير أعلام النبلاء ٥/٢٥٦ والكاشف ٢/٤٩ ومعرفة القراء الكبار ١/٧٣ وميزان الاعتدال٢/٣٥٧ وطبقات القراء ١/٣٤٦ والنشر ١/١٥٥ وتهذيب التهذيب ٥/٣٨ والإتحاف ١/٢٤ والأعلام ٤/١٢.


الصفحة التالية
Icon