هو أبو بكر عاصم بن بهدلة أبي النجود الكوفي الأسدى، أحد القراء السبعة الخامس في ترتيب ابن مجاهد، كان شيخ الإقراء بالكوفة، حيث انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد أبي عبد الرحمن السلمي، جمع بين الفصاحة والإتقان والتجويد، فكان أحسن الناس صوتا وأفصحهم، روي عنه قوله: "من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا لم يحسن شيئا".
أخذ القراءة عرضا عن أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وأبي عمرو الشيباني، وربما لم يتأثر بأبي عمرو كثيرا، حيث إنه لم تظهر قراءته على أحد من رواته، لأن لعاصم روايتين مشهورتين: إحداهما رواية حفص، وهي تعود إلى أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، وهذه الرواية رواها عاصم عن أبي عبد الرحمن كاملة، لم يخالفه في حرف واحد. أما الأخرى فهي رواية أبي بكر شعبة بن عياش، وهذه تعود إلى زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.
ومما قيل عن عاصم قول أحمد بن حنبل: "إنه رجل صالح ثقة خير"، وقد سئل: أي القراءات أحب إليك؟ فقال: "قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم"، وفي رواية (أهل الكوفة يختارون قراءته وأنا اختارها).
هذا.. وقد اختلف في سنة وفاته ما بين سنة ١٢٠ و١٢٧ و١٢٨ و١٢٩هـ وقد رجح صاحب الطبقات أن وفاته كانت سنة تسع وعشرين ومائة.
وهذه الترجمة الموجزة لعاصم يخرج منها الباحث بالآتي:
ـ أنه أسدى كوفي.
ـ تلقى قراءته عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، وهذه القراءة هي الموضحة في رواية حفص. وله قراءة أخري تلقاها عن زر بن حبيش عن ابن مسعود، وهي الموضحة في رواية أبي بكر.