ـ نِعمّا : في قوله تعالى (( إن تبدوا الصدقات فنعما هي )) البقرة ٢٧١، حيث قرئ بكسر النون والعين وبفتح النون وكسر العين وبكسر النون وإسكان العين، وكسر النون والعين قراءة حفص(١)، وقد احتج العلماء للقراءات السابقة، فذكر سيبويه أن كسر العين لغة هذيل، وهى على لغة كسر العين لا إسكانها(٢)، وقد تبعه الرأي مكي وأبو حيان(٣)، وكسر النون اتباعا لحركة العين(٤)، وذكر ابن خالويه أن الأصل (نعم) بكسر النون وإسكان العين ؛ لتوافق (بئس)(٥)، وماثله الرأي القرطبي، وذكر أنها اللغة الجيدة؛ وكسرت العين لالتقاء الساكنين(٦).
وفي ضوء الدرس الصوتي الحديث يرجح الباحث أن الأصل فتح النون وكسر العين وإنما كسرت النون نتيجة مماثلة رجعية، وكسر النون أفصح اللغات ؛ لأنها مكسورة في قوله تعالى: ( نعم العبد)(٧).
(٢) انظر: الكتاب ٤/٤٣٩ و ٤٤٠، وحجة أبي على ٢/٢٩٧
(٣) انظر: الكشف ١/٣١٦، والبحر ٢/٣٢٤
(٤) انظر : البحر ٢/٣٢٤، والكنز ٣٠٢
(٥) انظر : حجة ابن خالويه ١٠٢
(٦) انظر : الجامع ٢/١١٤٢
(٧) انظر : إبراز المعاني ٣٧٤