وفي تحليل العلماء لقراءة حفص لهاتين الكلمتين صرفيا ذكر سيسويه أن "يهدي ويخصمون" أصلهما يهدي ويخصمون وقد حدث إدغام، وهو أقوي لأن التاء والدال من مخرج واحد، وتقرب المخرجين بين التاء والصاد، والبيان عربى حسن(١)، وذكر ابن خالويه في تحليل "يهدي" ـ وكذلك مكي ـ أنه حذف الحركة واسكن التاء، فالتقي ساكنان؛ سكون الهاء وسكون الدال المشددة بعد قلب التاء دالا؛ فكسرت الهاء لالتقائهما(٢)، وذكر الطبري أن كسر الهاء؛ استثقالا للفتحة بعدها كسرة في حرف واحد(٣)وأضاف أبو شامة أن الكسر أنسب للياء قبلها(٤)، والكسر لغة سفلي مضر(٥).
كذلك الامر بالنسبة لـ "يخصمون" فقد ذكر النحاس أن الأصل يختصمون، وأدغمت التاء في الصاد، فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين(٦)، وقال القرطبي: كسر الخاء اتباعا مثل "يهدي"(٧)، والكسر أجود وأكثر(٨).

(١) لا نكاد نجد اختلافا بين ما ذكره سيبويه وما انتهى إليه الدرس الصوتي الحديث إذ يؤكد أن صوتي التاء والدال مخرجهما واحد. فكلاهما صوت أسناني انفجاري، بيد أن صوت التاء مهموس، في حين أن الآخر مجهور، وإنما التقارب بين صوتي التاء والصاد، فبينما يعد الأول أسنانيا أنفجاريا، يعد الثاني لغويا احتكاكيا، وكلاهما مهموس. من ناحية أخرى فإن كلام سيبويه هذا ليس فيه خصوصية إشارة إلى قراءة حفص، وإنما هو عام يشمل أكثر من قراءة. انظر: الكتاب ٤/٤٣٣، ٤٧٤، ٤٧٥ وانظر أصوات العربية ١٣٧ و١٥٠ و١٥٨
(٢) انظر: حجة ابن خالوية ١٨١، والكشف ١/٥١٨
(٣) انظر: جامع البيان ١٥/٨٧
(٤) انظر: إبراز المعاني ٥٠٨
(٥) انظر: الجامع ٤/٣١٨٠
(٦) انظر: الجامع ٦/٥٤٨٢
(٧) انظر: المرجع السابق
(٨) انظر: معانى القراء ٢/٣٧٩، وإبراز المعانى ٦٥٩


الصفحة التالية
Icon