فضلاً عما سبق فإن المشهور عن عاصم من رويات روايتان إحداهما لـ(حفص) والأخرى لـ(شعبة)، بينهما اختلاف وتباين في قراءتيهما وصل إلى نحو خمسمائة كلمة(١)، معظمها اختلافات صوتية وصرفية. فلماذا هذا الاختلاف ؟ وما مصدره ؟ فكان ذلك مما دفع الباحث لتناول هذه القراءة بالدرس اللغوي.
بقى للباحث أمور ثلاثة، ينبغي أن يشير إليها قبل أن ينتهي من مقدمته هذه:
أولها : أن الباحث لن يعرض في دراسته لكل الآيات في قراءة حفص ـ فذلك كل القرآن ـ إنما يقتصر على الآيات التي اختلف فيها القراء العشرة(٢)، ومن ثم قام الباحث بتوثيق القراءة من مظانها المتقدمة مثل : سبعة ابن مجاهد وحجة أبى على الفارسي وحجة ابن خالويه والعنوان لابن خلف والكشف لمكي وإبراز المعاني لأبى شامة، وكنز المعاني للموصلي، والنشر لابن الجزري، وإتحاف فضلاء البشر للبناء الدمياطي، فضلاً عن كتب المعاني والتفاسير، كمعاني القرآن للفراء وتفسير الطبري وتفسير القرطبي وتفسير أبى حيان وتفسير الرازي وتفسير الشوكاني وتفسير الألوسي وغير ذلك.
ثانيها: موضوع الدراسة: يقتصر الباحث على الجانب الصرفي والجانب النحوي فحسب، ولن يتعرض للجانب الصوتي إلا في بعض الظواهر الصوتية التي تؤثر في شكل الكلمة ـ أو بنيتها ـ من وجهة نظر الباحث، ومن ثم انتظمت الدراسة في بابين مسبوقين بمقدمة وتمهيد مردفين بخاتمة مشفوعة بقائمة المراجع.
(٢) القراء العشرة هم (المدنيان نافع وأبو جعفر، والمكي ابن كثير، والشامي ابن عامر، والبصريان أبوعمرو ويعقوب، والكوفيون عاصم وحمزة والكسائى).