الفتح يعنى النطق بالصوت مفتوحا مفخما على أصل وضعه في اللغة؛ ومن ثم يسمى "التفخيم"، أما الإمالة فهي الميل بالفتحة نحو الكسرة، والألف نحو الياء لضرب من التجانس(١)، وذكر العلماء أن الفتح لغة الحجاز، والإمالة لغة تميم وقيس وأسد(٢).
ويري الباحث أن هذا لا يمنع من شيوع الإمالة في قبائل غرب الجزيرة(٣)وإن لم يكن بالقدر الذي جعل ابن الأنباري يقول: "الإمالة لغة الحجاز ومن جاورهم من بني تميم"، فربما كان هذا القول مبالغا فيه، والدليل على ذلك أن قراءة حفص وهي قراءة حجازية قد آثرت الفتح في كل القرآن ما عدا موضعا واحدا، أمالت فيه، وهو كلمة مجراها في قوله تعالى :" بسم الله مجراها ومرساها " هود ٤١ وسيعرض الباحث لذلك فيما بعد.
ـ بين الأصالة والفرعية:

(١) ليس كل ألف تنتهي بها الكلمة تمال، إنما تمال الألف التي أصلها ياء ؛ وربما كان هذا وظيفة الإمالة مورفولوجيا. فمثلا كلمة " تتراً " إذا أميلت، فالألف أصلها ياء وإن لم تمل فهي ألف زائدة لحقت الكلمة.
(٢) انظر : سر صناعة الأعراب ٥٨ وشرح المفصل ٩/٥٤ وشرح الشافية ٣/٤ وإبراز المعاني ٢٠٤ والكنز ١٧٤ والارتشاف ١/٢٣٨ وجمال القراء ٢/٤٩٩ والنشر ٢/٣٠ والإتقان ١/٩١ والإتحاف ١/٢٤٧ وتاريخ آداب العرب ١/١١٦
(٣) انظر : الإمالة في اللهجات والقراءات ٨٠.


الصفحة التالية
Icon