إن عدد الياءات التي تنوعت قراءتها ما بين الإسكان والتحريك مائة وخمس وسبعون ياء(١)، منها ثنتان وأربعون ياء جاءت في قراءة حفص متحركة بالفتح، وسائر الياءات ساكنة، وهذا ما يدفع إلى القول بأن لغة الحجاز قد شاعت فيها الظاهرتان إحداهما لهجتها الخاصة والأخرى اكتسبتها من لهجات القبائل الأخرى ؛ وذلك لأن قراءة حفص قراءة حجازية.
ويمكن تفصيل الياءات في قراءة حفص على النحو التالي:
ـ الياءات المتلوة بهمزة مفتوحة: وهذه ساكنة جميعا ما عدا موضعين: "معي أبدا" التوبة ٨٣ و"معي أو رحمنا" الملك ٢٨
ـ الياءات المتلوة بهمزة مضمومة: وهذه ساكنة جميعها؛ وربما كان الإسكان هنا تخفيفا؛ حيث إن الانتقال من الفتح إلى الضم يجهد الجهاز الصوتي.
ـ الياءات المتلوة بهمزة مكسورة: وهذه ساكنة جميعا ما عدا "أمي إلهين" المائدة ١١٦ و"إن أجرى إلا" في كل المواضع، وربما كان الفتح في الأخيرة هروبا من توالى المقاطع المماثلة؛ لأن إسكان الياء بجعل التركيب مكونا من خمسة مقاطع من النوع المتوسط، في حين أن فتحها يجعل المقطع "رى : ص م" مقطعين قصيرين، وهذه سمة من سمات العربية ؛ إذ تكره توالى الأمثال، فتتخلص من ذلك المكروه ؛ إما بالمخالفة وإما بالحذف، والفتح هنا مخالفة.
ـ الياءات المتلوة بـ "أل" أداة التعريف: وهذه فتحها حفص في كل القرآن ما عدا "عهدي الظالمين" البقرة ١٢٤، وإيثار الفتح هنا ربما كان عائدا إلى الحفاظ على النطق بالصيغة وافية ؛ لأن إسكان الياء وبعدهاصوت ساكن يؤدى إلى حذف الياء نطقا؛ تخلصا من التقاء الساكنين، وهذه سمة من سمات لغة الحجاز.
ـ الياءات المتلوة بهمزة وصل : وهذه ساكنة جميعها ؛ ولعل الإسكان تخفيف.