ومهما يكن من تفسير فإن الباحث يرى أن كلتا اللغتين فصحى، وكلتاهما شاعت في اللغة الحجازية؛ لأن بهما جاءت قراءة حفص، وكانت السيطرة للغة الكسر، إذ وردت في تسعة مواضع، في حين ان لغة الضم لم ترد إلا في موضعين لا ثالث لهما(١)
ـ عين الماضى فتحا وكسرا :
١ـ فتحا :
من الأفعال التي تنوعت قراءتها، وجاءت بالفتح في قراءة حفص :
ـ عسيتم : البقرة ٢٤٦ ومحمد ٢٢، حيث قرئ بفتح السين وكسرها(٢)، والفتح والكسر لغتان، والفتح أشهر وهو الأصل، وهو لغة الحجاز، عليه أجمع القراء إذا لم يتصل بالفعل ضمير(٣).
ـ مكث: النمل ٢٢ قرئ بفتح الكاف وضمها، والفتح قراءة حفص(٤)، وكلاهما لغة، والاختيار عند النحويين الفتح؛ لأن اسم الفاعل منه لا يجئ على فعيل، وقد جاء (ماكثون)، ومكث بالفتح مثل قعد، وبالضم مثل ظرف(٥).
٢ـ كسرا :
يتوقف الباحث عند نموذج واحد :
(٢) السبعة ١٨٦ وإعراب القراءات ١/٩٥ والعنوان ٧٤ والنشر ٢/٢٣٠ الإتحاف ١/٤٤٥
(٣) الكشف ١/٣٠٣، وإبراز المعاني ٣٦٤، والجامع ٢/١٠٥٢، والمهذب ١/٩٨
(٤) السبعة ٤٧٩، والعنوان ١٤٤، والنشر ٢/٣٣٧، والإتحاف ٢/٣٢٥
(٥) حجة ابن خالويه ٢٧٠، والكشف ٢/١٥٥، والجامع ٦/٤٨٩٦