ـ يصدون: الزخرف ٥٧ قرئ بكسر الصاد وبضمها ؛ والكسر قراءة حفص(١). وفي التحليل ذكر العلماء أن الكسر والضم لغتان(٢)ولعل الخلاف اللهجي له أثر دلالي؛ إذ ذكر العلماء أن الضم يجعل دلالة الفعل: (يعرضون) في حين أن دلالة الكسر: (يصيحون)(٣)، ومن خلال مضمون الآية كلها "ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون" يري الباحث أن القراءتين دلالتهما واحدة وهي المتمثلة في دلالة الضم، ويرجح أن الضم لغة قبائل شرق الجزيرة، والكسر لغة القبائل المتحضرة غرب الجزيرة، ولعل الكسر هنا مظهر من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف، وأن الضم يمثل مرحلة سابقة، وقد شاع في اللغة الحجازية، ولعل صادق ما يدل على ذلك أنه قراءة نافع المدني(٤).
ـ يلمز : التوبة ٥٨، ٧٩، والحجرات ١١. قرئ بكسر الميم وبضمها، والكسر قراءة حفص(٥)، والكسر والضم لغتان(٦)، ويرجح الباحث أن الكسر لغة الحجاز، والضم لغة القبائل البدوية لا سيما تميم؛ لأن الكسر سمة الرقة يناسب بيئة الحجاز المتحضرة، والضم يناسب خشونة البدوي، ويؤكد هذا أن الكسر قراءة حفص، والضم قراءة أبى عمرو التميمي(٧).
٣ـ ضما :
من الأفعال التي تنوعت قراءتها ما بين الضم والفتح والكسر، وكان الضم سمة قراءة حفص :
ـ يفتروا : الفرقان ٦٧. قرئ بفتح الياء وبضم التاء، وبفتح الياء وكسر التاء، ويضم الياء وكسر التاء، والأولي قراءة حفص(٨).
(٢) الكشف ٢/٢٦٠، والبحر ٨/٢٥
(٣) حجة ابن خالويه ٣٢٢، والبحر٨/٢٥.
(٤) تاج العروس ٨/٢٦٧.
(٥) النشر ٢/٢٧٩، والإتحاف ٢/٩٤.
(٦) انظر: الإتحاف ٢/٩٤.
(٧) انظر: السبعة ٤٦٦، والعنوان ١٤١، والنشر ٢/٣٣٤، والإتحاف ٢/٣١١
(٨) السبعة ٤٦٦، والعنوان ١٤١، والنشر ٢/٣٣٤، والإتحاف ٢/٣١١