٢ـ ضما :
من الأفعال التي تنوعت قراءتها وجاءت بالضم في قراءة حفص :
ـ صرهن : في قوله تعالى: (فصرهن إليك) البقرة ٢٦٠، إذ قرئ بضم الصاد وبكسرها، والضم قراءة حفص(١).
ويرى الباحث أن هذا الفعل ؛ نظرا لاحتماله الضم والكسر، قد أثار جدلا بين المتقدمين ؛ نقل أصحاب التفسير والإعراب والمعاني شطرا منه، فمثلا ذكر ابن خالويه ـ وكذلك مكي وأبو حيان والموصلي ـ أن الضم من صار يصور إذا مال وعطف(٢)ومنه قول الشاعر(٣):
يصور عنوقها أحوى رنيم لهطاب كما صخب الغريم
فمعني (صرهن) بالضم اضمعهن إليك ووجههن نحوك، وهذا التأويل يفيد أن في الكلام حذفا ترك ذكره؛ استغناء بدلالة الظاهر عليه، ويكون معناه حينئذ (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم قطعهن ثم اجعل..) ويحتمل أن يكون بمعني: (قطعهن)، ومنه قول الشاعر(٤):
فلما جذبت الحبل أحلت نسوعه بأطراف عيدان شديد أسورها
فأدنت لي الأسباب حتى بلغتها بنهضى وقد كاد ارتقائي يصورها
(٢) الحجة ١٠١، والكشف ١/٣١٣، والبحر ٢/٣٠٠، والكنز ٢٩٦.
(٣) الشاهد من بحر الوافر، وهو موثق في الحجة ١٠١.
(٤) الشاهد من بحر الطويل، انظر جامع البيان ٥/٤٩٥.