فـ(يصورها) أي يقطعها، وهذا يقتضي أن يكون في الكلام تقديم وتأخير، فيكون ترتيبه: فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن، وقد رفض جماعة من نحويي الكوفة هذا المعنى، بل رفضوا أن يكون (صرهن) بمعني التقطيع، سواء بالضم أو بالكسر، وإنما كلاهما لغة في الإمالة والعطف، أما نحويو البصرة فقد أجازوا ذلك على أنهما لغتان، واستشهدوا بالشاهد الذي سلف ذكره في مقدمة التحليل. وقد رجح الطبري رأي البصريين، أن الضم والكسر لغتان في (صرهن) بمعني التقطيع(١)، وذكر الفراء أن الضم كثير الاستعمال والكسر لغة هذيل(٢)، وكون الكسر لغة هذيل يؤكد أن الضم لغة باقي القبائل العربية؛ مما يعارض تقسيم المستشرقين للجزيرة العربية.
كما يلحظ الباحث أن البصريين هنا أجازوا ما لم يُجزه الكوفيون، وهذه توسعة منهم على غير عادتهم، فهم ـ في نظري ـ المعياريون! وإلى رأيهم يميل الباحث.
ـ عين الأمر كسرا وضما :
١ـ كسرا :
ثمة أفعال (أمر) تنوعت قراءتها ما بين كسر العين وضمها، ووردت في قراءة حفص بالكسر، منها :
ـ فاعتلوه : في قوله تعالي: "خذوه فاعتلوه" الدخان ٤٧، حيث قرئ بكسر التاء وضمها، والكسر قراءة حفص(٣).
(٢) انظر: المعاني ١/١٧٤
(٣) السبعة ٥٩٢، وإعراب القراءات ٢/٣٠٧، والعنوان ١٧٣، والنشر ٢/٣٧١.