تظاهرون البقرة ٨٥، تصدقوا البقرة ٢٨٠، تساءلون النساء ١، تذكرون الأنعام ١٥٢ تزاور الكهف ١٧ تشقق الفرقان ٢٥ تزكي النازعات ١٨ تصدي عبس ٦
كل هذه الأفعال قرئت بتخفيف الحرف الثاني وبتشديده، والتخفيف قراءة حفص عن عاصم(١). والأصل فيها أن تبدأ بتاءين كما أشرنا من قبل، وكل القراء قرأوا بالتخفيف، غير أن بعضهم خفف بالإدغام، والآخرون كانوا أكثر تخفيفا؛ إذ كان تخفيفهم بالحذف، أي بحذف إحدى التاءين(٢)، والحذف يرجع إلى حرص اللغة على مبدأ درء التوالي المكروه(٣)، وهذا ما يؤكده الدرس الصوتي الحديث ؛ إذ يؤكد أن حذف التاء يرجع إلى أن لغتنا العربية تكره توالى مقاطع مماثلة، وهي من النوع القصير في النماذج التي عرضنا لها، ومن ثم لجأت إلى التخلص من هذا التوالي المقطعي، فكان سبيلها في ذلك أحد أمرين : الإدغام أو الحذف، وقد استعملت لغة القرآن ـ قراءة حفص ـ كلا الأمرين، وكلاهما شاع في اللغة الحجازية، بصرف النظر عما قاله العلماء : هذا لغة كذا وذاك لغة كذا.

(١) انظر: السبعة ١٦٣ و ٣٨٨ و ٤٦٦ و ٦٧٢. والعنوان ٧٦ و ٩٣ و ١٢٢ و ١٤١ و ٢٠٣ والنشر ٢/٢١٨ و ٢٦٦ و ٣١٠ و ٣٣٤ و ٣٩٨، والإتحاف ١/٤٥٨ و ٥٠١ و ٢/٣١١ و ٥٨٩
(٢) يقول الرازي: "الحروف المتقاربة إذا اجتمعت خففت تارة بالحذف وتارة بالإدغام" التفسير ٩/١٦٩
(٣) من وظائف الصوت اللغوي ١٦.


الصفحة التالية
Icon