هذا.. وقد اختلف المتقدمون في التاء المحذوفة، فبينما ذهب الكوفيين إلى أنها التاء الأولى؛ لأنها زائدة، والزائد أولى أن يحذف، ذهب البصريون إلى أنها الثانية؛ لأن الأولى دلالتها المضارعة(١)، ورأيهم أولى عند الباحث، فلو أن التاء الأولى كانت ياء للغيب لما جاز حذفها وجاز حذف الثانية إذا جاء بعده صوت مماثل مخرجا أو صفة كما في الفعل (يشقق) البقرة ٧٤، حيث إنه لا خلاف على قراءته بتشديد الشين، وأصله يتشقق، ثم حدث تماثل بين صوتي التاء والشين فقلبت التاء شينا وأدغمت فيها.
المجرد والمزيد :
يقف الباحث إبان هذه الظاهرة عند صيغتي: (فعل وأفعل)، ويدور الحديث من خلال عدة نماذج يسوقها الباحث تكشف لنا عن أي الصيغتين تؤثرها قراءة حفص:
ـ فأسر: في قوله تعالى: (فأسر بأهلك) هود٨١، حيث قرئ بهمزة قطع وبهمزة وصل والأولى قراءة حفص(٢)، وهو من الفعل الرباعي (أسرى)، ويماثله قوله: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) الإسراء، أما الثانية فمن (سرى)، ونظيره (والليل إذا يسر) الفجر٤.
نسقيكم : النحل ٦٦ والمؤمنون ٢١، قرئ بضم النون وفتحها، والأولى قراءة حفص(٣)، والضم من الرباعي (أسقي) ومنه (فأسقيناكموه) الحجر٢٢، والفتح من (سقى)، ومنه قوله: (سقاهم ربهم) الإنسان٢١.
يسحتكم: طه ٦١، قرئ بضم الياء وبفتحها، والضم قراءة حفص(٤)، وهو من الرباعي (أسحت)، في حين أن الفتح من (سحت).
إذ أدبر: المدثر ٣٣، قرئ (إذ أدبر) بهمزة قطع، و(إذا دبر) من غير همز، والرباعي قراءة حفص(٥).
(٢) السبعة ٣٣٨، والعنوان ١٠٨، والنشر ٢/٢٩٠، والإتحاف ٢/١٣٢.
(٣) السبعة ٣٧٤، النشر ٢/٣٠٤.
(٤) العنوان ١٢٩، والإتحاف ٢/٢٤٨.
(٥) النشر ٢/٣٩٣، والإتحاف ٢/٥٧٢.