قريء قوله تعالى: (وأنك لا تظمأ فيها) طه ١١٩، بفتح الهمزة وبكسرها، وقد نسب أبو حيان الكسر لنافع وحفص والفتح للباقين(١). والحق أن الكسر قراءة أبى بكر والفتح قراءة حفص(٢)، كما تؤكده رواية المصحف.
وفي قوله تعالي :(ومن نعمره ننكسه في الخلق) يسن ٦٨ قرئ بالتشديد والتخفيف والتشديد قراءة حفص عن عاصم، كما ذكر علماء القراءات(٣). وأوضحته رواية المصحف، أما أبو حيان فقد نسب التخفيف لحمزة وعاصم دون إيضاح الرواية(٤).
وفي سورة الجن من قوله تعالى: ( وأنه تعالى...) إلى قوله تعالى: (وأنا منا المسلمون) نسب أبو حيان فتح الهمزة للحرميين والأبوين(٥)، والكسر لباقي السبعة(٦).
تعليق:
يضع الباحث جملة من الاحتمالات إبان مثل هذه القراءات الخالية من رواية المصحف المعهودة لنا تخلص فيما يلي:
ـ أن يكون ثمة راوٍ روى عن حفص هذه القراءات وما ناظرها، وذلك الراوي وصلت قراءته إلى هؤلاء المفسرين، ولم تصل إلينا.
ـ أن تكون هذه القراءات جاءت نتيجة خطأ من المفسّر، وهو أقل الاحتمالات.
ـ قد تكون بعض هذه القراءات نتيجة خطأ من الناسخ.
ـ أن يكون هؤلاء المفسرون قد اعتمدوا على رواية أبى فحسب، وأطلقوا عليها "قراءة عاصم"، وهذا أقرب الاحتمالات إلى التصديق. وعلى كل فلن يجزم الباحث برأي إلا في ختام البحث لعله يرشد إلى الصواب.
التمهيد
المبحث الأول : تاريخ القرآن وقراءاتهالمبحث الثاني : ترجمة لعاصم وحفص
المبحث الأول
(٢) انظر: السبعة ٤٢٤ والنشر ٢/٣٢٢ والإتحاف ٢/٢٥٨
(٣) أورد ابن مجاهد في سبعته ٥٤٣ و ابن الجزرى في نشره ٢/٣٥٥ أنه "قرأ عاصم وحمزة بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف مشددة، وقرأ الباقون بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف مخففة.
(٤) البحر المحيط ٧/٣٤٥
(٥) الحرميان : نافع المدني وابن كثير المكي، والأبوان : أبو عمرو البصري و أبو بكر الكوفي.
(٦) البحر ٨/٢٣٢