تاريخ القرآن وقراءاته
لعل من نافلة القول أن القران قد نزل منجما على رسول الله - ﷺ - في ثلاث وعشرين سنة؛ لتستعد القوى البشرية لاستقبال هذا الفيض الإلهي والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وليس ثمة خلاف على أن أول ما نزل علي رسول الله - ﷺ - قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق..)، وليس ثمة اتفاق على أن خاتمته قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)(١)، وكان رسول الله - ﷺ - يتلو آياته على صحابته تلو نزولها، وكانوا يتلونها في مختلف عبادتهم.
هذا.. وقد تجردت طائفة من الصحابة لكتابة بعض آيات القرآن، وأولئك الذين عرفوا بـ (كتبة الوحي)، وفي مقدمتهم عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم.
وكان رسول الله - ﷺ - يعرض ما معه من القرآن على جبريل كل عام، وفي العام الأخير لحياته عرضه مرتين، وهى العرضة التي أمر عثمان بعد ذلك باتباعها قراءة ورسما(٢).

(١) المائدة ٣ وحول أول ما أنزل وآخر ما أنزل انظر: فتح الباري ٩/٥. وجمال القراء ١/٥. ودائرة معارف القرن العشرين ٧/٦٦٦.
(٢) انظر: فتاوى ابن تيمية ١٣/٣٩٥ والقراءات واللهجات ٤١.


الصفحة التالية
Icon