ـ قرح : آل عمران ١٤٠، قرئ بالفتح والضم، والفتح قراءة حفص(١)، وهما لغتان كالجهد بالفتح والضم(٢)، ورجح أبو علي الفتح(٣)، وربما كان هذا الترجيح مستندا فيه على أن الفتح لغة الحجاز؛ ومن ثم فالأخذ بها أوجب؛ لأن القرآن بها انزل(٤)، ورفض أبو حيان هذا الترجيح؛ إذ لا أولوية؛ لأن كليهما متواتر(٥)، والباحث يتفق وأباحيان؛ لأن القرآن لم ينزل بلهجة الحجاز الخاصة، ولو كان الترجيح قائما على الأساس الذي استند عليه أبو علي، لكان تخفيف الهمز أولى من تحقيقه؛ حيث إنه لغة الحجاز الخاصة. وتناوب الفتح والضم هنا له أثر دلالي؛ حيث ذكر العلماء أن الفتح يعنى الجرح، والضم يعنى الألم(٦).
ـ كرها : النساء١٩ والتوبة٥٣، قرئ بالفتح والضم، والفتح قراءة حفص(٧)، وهما لغتان كالضعف والفقر ـ بالفتح والضم ـ والفتح مصدر والضم اسم، وقيل: الفتح لما كرهته والضم لما استكرهت عليه أو شق عليك، وقيل: الفتح الإجبار، والضم المشقة(٨).
ـ حصاد : الأنعام ١٤١، قرئ بالفتح والكسر، والفتح قراءة حفص(٩)، وهما لغتان(١٠).
وقال مكي: والكسر عند سيبويه هو الأصل، ومن ثم فهو الاختيار(١١)، ولسنا على وفاق معه ؛ لأن الفتح لغة الحجاز، وهو مظهر من مظاهر التخفيف.
(٢) حجة ابن خالويه ١١٤وجامع البيان ٧/١٨٤والكشف ١/٣٥٦ والجامع ٢/١٤٥٩
(٣) حجة أبى على ٢/٣٨٥.
(٤) إبراز المعاني ٣٩٨
(٥) انظر: البحر ٣/٦٢
(٦) حجة ابن خالويه ١١٤ وجامع البيان ٧/١٨٤ والكشف ١/٣٥٦ والجامع ٢/١٤٥٩
(٧) السبعة ٢٢٩، إعراب القراءات ١/١٣١، والعنوان ٨٣، والنشر ٢/٢٤٨
(٨) حجة ابن خالويه ١٢٢ والكشف ١/٣٨٢ والجامع ٢/١٦٦٥ وإبراز المعاني ٤١٤ والبحر ٣/٢٠٢
(٩) السبعة ٢٧١ وإعراب القراءات ١/١٧٢ والعنوان ٦٣ والكشف ١/٤٥٦ والنشر ٢/٢٦٦
(١٠) الصاحبى في فقه اللغة ٦٧
(١١) انظر: الكشف ١/٤٥٦