ـ نسيا : مريم ٢٣، قرئ بالفتح والكسر، والفتح قراءة حفص(١)، وهما لغتان كالحجر، والنسي الذي يغفل أو ينسي فلا يذكر(٢)، وقال أبو حيان: والفتح أحب إلىّ(٣). ويبدو أن أبا حيان قد سلك مسلك من انتقده في المفاضلة بين القراءات، وذكر العلماء أن ثمة اختلافا دلاليا مترتبا على تناوب الحركات، فقالوا: الفتح المصدر والضم الاسم(٤).
ـ ملكنا : طه ٨٧، قرئ بفتح الميم وبكسرها وبضمها، والفتح قراءة حفص(٥)، وكلها لغات في المصدر(٦)، وقيل: الفتح المصدر والكسر اسم الشي المملوك والضم السلطان(٧)، ويرحج الباحث أن القراءات الثلاث لغات بمعني واحد، غير أنها ليست مجتمعة في بيئة لغوية واحدة، وإنما كل منها في منطقة ما من مناطق الجزيرة، ولعل الفتح لغة الحجاز، حيث إنه قراءة المدنيين وعاصم، والضم لغة القبائل الموغلة في البداوة؛ إذ يتناسب ذلك وخشونة البدوي وغلظته، فضلا عن ذلك أنه قراءة الكوفيين الذين تلقوا قراءاتهم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود، ولعل الكسر لغة القبائل البدوية القريبة من الحضر؛ ولذا شاع في اللهجة الحجازية ؛ لأنه قراءة ابن كثير المكي.
ـ السوء : التوبة ٩٨ والفتح ٦، حيث قرئ بفتح السين وبضمها(٨). وفي تحليلهم ذكر العلماء أن (السوء) بالفتح دلالته المصدر من : ساءني الأمر سَوءا ومساءة، والضم دلالته الاسم على معنى الشر(٩).

(١) السبعة ٤٠٩، والعنوان ١٢٦، النشر ٢/٣١٨
(٢) الكشف ٢/٨٦، والجامع ٥/٤١٣١
(٣) انظر: البحر ٦/١٨٣
(٤) حجة ابن خالويه ٢٣٧
(٥) السبعة ٤٢٢ وإعراب القراءات ٢/٤٩ والعنوان ١٣٠ والنشر ٢/٣٢١
(٦) الكشف ٢/١٠٤، والبحر ٦/٢٦٨
(٧) حجة ابن خالويه ٢٤٦، والبحر ٦/٢٦٨
(٨) السبعة ٣١٦، ٤٤٤، والعنوان ١٠٣، ١٣٦، والنشر ٢/٢٨٠، ٣٢٨
(٩) حجة ابن خالويه ١٧٧ وجامع البيان ١٤/٤٣١ والجامع ٤/٣٠٧٣ والبحر ٥/٩١


الصفحة التالية
Icon