وبعد هذا العرض لظاهرتي التذكير والتأنيث تبين للباحث أن كل الكلمات التي جاءت أفعالها بالياء قد فُصل بينها وبين أفعالها بفاصل، هو على التوالي: (منها، منكم، إليه، الذين، لك)، كما أن تأنيثها تأنيث لفظي مجازي، وإذا اجتمع هذان الأمران في تركيبٍ ما كالتراكيب السابقة يجوز في الاسم التذكير والتأنيث، فكلاهما سواء(١)، ويؤكد الأخفش هذا بقوله: "كل مؤنث فرقت بينه وبين فعله حسُن أن تذكر فعله، إلا أن ذلك يقبح فيما يعقل؛ لأن الذي يعقل أشد استحقاقا للفعل"(٢)، ويعيد أبو شامة ما ذكره الأخفش في عبارة موجزة يقول فيها: "كل مؤنث غير حقيقي جار تذكيره، لا سيما إذا فصل بينه وبين فعله فاصل"(٣).
(١) حجة ابن خالويه ٧٦، والكشف ١/٢٣٨
(٢) معاني القرآن ١/٩٥ وانظر الجامع ١/٣٢٤، والكنز ٢٦١
(٣) إبراز المعاني ٣٢٣
(٢) معاني القرآن ١/٩٥ وانظر الجامع ١/٣٢٤، والكنز ٢٦١
(٣) إبراز المعاني ٣٢٣