ولفت نظر الباحث تحليل مكي القيسي لقوله: "إن يكن منكم مائة يغلبوا"؛ حيث ذكر العلماء أن الياء حملا على المعني، وجمعا بين اللغتين(١)، أما مكي فأراد أن يؤكد (جواز الحمل على المعني) بنموذج من القرآن، فأورد نصا أرى فيه مخالفة بين لفظه ودلالته، حيث يقول: "وبالياء على التذكير لوجود فاصل بين الفعل وفاعله المؤنث، ولأن المخاطبين مذكر، فردوه على المعني فذكّروا، وهذا ضد قوله تعالي: "فله عشر أمثالها حيث أنث العدد، والأمثال مذكر، وكان حقه (عشرة)، فإنما أنث؛ لأن الأمثال في المعني هي الحسنات، فحمل التأنيث على معنى الأمثال لا على لفظتها، وكذلك هنا جعل التذكير على معني المائة"(٢). هذا هو نص صاحب الكشف، ونلحظ فيه أن (عشر أمثالها) ضد (يكن مائة)، وكلاهما محمول على المعني. فكيف ذلك؟! وكيف يكون العدد مؤنثا في (عشر أمثالها)، أليس العدد مذكرا؟ ثم كرر اللفظ في قوله: (فإنما أنّث)! وقال في نهاية النص: "فجعل التأنيث على معنى الأمثال" فأين التأنيث المحمول على المعني؟! أليس المذكر هو المحمول على المعني؟ ولو سلمنا جدلا بسلامة النص لانتفى الحمل على المعنى، وأصبح العدد مؤنثا، والمعدود مذكرا، فيكون موافقا للقاعدة النحوية.
(٢) الكشف ١/٤٩٤