سورة آل عمران
* ﴿ الم ﴾
قد تقدَّم الكلامُ على هذا مشعباً، ولكنْ نَقَل الجرجانيُّ هنا أن "ألم" شارةُ إلى حروفِ المعجمِ كأنه يقول: هذه الحروفُ كتابُك أو نحوُ هذا، ويدلُّ: ﴿اللَّهُ لاا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ على ما تَرَكَ ذِكْرَه من خبرِ هذه الحروفِ، وذلك في نظْمِه مثلُ قولِه تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ وتركَ الجوابَ لدلالةِ قولِه: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ عليه تقديرُه: كَمَنْ قسا قلبُه، ومه قَولُ الشاعر:
١١٥٦ـ فلا تَدْفِنوني إنَّ دَفْني مُحَرَّمٌ * عليكم ولكنْ خامِري أمُّ عامرِ
أي: ولكن اتركوني للتي يقال لها "خامري أم عامر". انتهى.
يكون "نَزَّل" خبرَ قولِه "الله" حتى يتربطبَ الكلامُ إلى هذا المعنى". قال الشيخ "وهذا الذي ذكره الجرجاني فيه نظرٌ" لأنَّ مُثُلَه ليست صحيحية الشبهِ بالمعنى الذي نحا إليه، وما قاله في الآية محتملٌ، ولكنَّ الأبرعَ في الآية أن "ألم" لا تَضُمُّ ما بعدها إلى نفسا في المعنى، وأن يكونَ قولُه: ﴿اللَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ كلاماً مبتدأً جزماً جلمةً رادَّاةً على نصارى نَجْران". قلت: هذا الذي ردَّه الشيخ على القاضي الجرجاني هو الذي اختاره الجرجاني وتبجَّج به، وجَعَله أحسنَ الأقوالِ التي حكاها في كتابه "نظم القرآن".
(٣/٢٢٦)
---