* ﴿ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾
قوله تعالى: ﴿جَامِعُ النَّاسِ﴾: قرأ أبو حاتم: "جامعٌ الناسَ" بالتنونِ و النصبِ.
و﴿لِيَوْمٍ﴾ اللامُ للعلة أي: لجزاءِ يوم، وقيل: هي بمعنى في، ولم يُذْكَرْ المجموعُ لأجلهِ. و﴿لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ صفةٌ ليوم، فالضميرُ في "فيه" عائدٌ عليه. وأبعد مَنْ جَعَلَه عائداً على الجمعِ المدلولِ عليه بجامعٍ، أو على الجزاءِ المدلولِ عليه بالمعنى أو على العَرْض.
قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ يجوزُ أن يكونَ من تمامِ حكاية قولِ الراسخين فيكونَ التفاتاً من خطابهِم للباري تعالى بغير الخطاب إلى الإتيانِ بالاسمِ الظاهرِ دلالةً على تَعْظِيمه، ويجوزُ أن يكونَ مستأنفاً من كلام اللهِ فلا التفاتَ حينئذٍ، والميعادُ: مصدرٌ، وياؤُه عن واو الانسكار ما قبلَها كميِقات.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولَائِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ﴾
قوله تعالى: ﴿لَن تُغْنِيَ﴾: العامَّةُ على "تُغْني" بالتاء من فوق مراعاةً لتأنيث الجمع. وقرأ الحسن وأبو عبدالرحمن بالياء مِنْ تحتِ بالتذكيرِ على الأصل، وسَكَّن الحسن ياء "تُغْني" استثقالاً للحركةِ على حرفِ العلة. وذهاباً به مذهبَ الألف، وبعضُهم يَخُصُّ هذا بالضرورةِ.
قوله: ﴿مِّنَ اللَّهِ﴾ في "من" هذه أربعة أوجه: أحدها: أنها لابتداءِ الغاية مجازاً أي: مِنْ عذاب الله وجزائه. الثاني: أنها بمعنى عند، قال أبو عبيدة: هي بمعنى عند كقوله: ﴿أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ أي: عندَ جوع وعند خوف، وهذا ضعيفٌ عند/ النحويين.
(٣/٢٥٢)
---