الثالث: أنها بمعنى بدل. قال الزمخشري: "قوله" من الله مثلُ قوله: ﴿إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً﴾، والمعنى: لن تغني عنهم من رحمة الله أو من طاعته شيئاً أي: بدلَ رحمتشه وطاعته وبدلَ الحق، ومنه "ولا يَنْفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ" أي: لا ينفعَهُ جَدَّهُ وحَظُّه من الدنيا بدلك، أي: بدلَ طاعتِك وما عندك، وفي معناه قولُه تعالى: ﴿وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى﴾، وهذا الذي ذَكَره من كونِها بمعنى "بدل" جمهورُ النحاة يَأْباه، فإنَّ عامَّة ما أورده مجيزُ ذلك بتأولُه الجمهور، فمنه قولُه:
١١٨٢ـ جاريةً لم تأْكِلِ المُرَقَّقا * ولم تَذُقْ من البقولِ الفُسْتقا
وقول الآخر:
١١٨٣ـ أخذوا المَخَاضَ من الفصيلِ غُلُبَّةً * ظُلْماً ويُكتبُ للأميرِ أَفِيلا
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً﴾ {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ
(٣/٢٥٣)
---


الصفحة التالية
Icon