وقوله: ﴿لِمَنْ أَلْقَى﴾ اللام للتبليغ هنا، و"مَنْ" موصولة. أو مصوفةٌ، و"ألقى" هنا ماضي اللفظِ، إلا أنه بمعنى المستقبل أي: لمن يُلْقي، لأنَّ النهيَ لا يكونُ عَمَّا وقع وانقضى، والماضي إذا وقع صلة صَلَح للمضيِّ والاستقبال. وقرأ نافع وابن عامر وحمزة: "السَّلَم" بفتح السين واللام من غير ألف، وباقي السبعة: "السلام" بألف، ورُوي عن عاصم: "السِلْم" بكسر السين وسكون اللام. فأما "السلام" فالظاهر أنه التحية. وقيل: الاستسلام والانقياد، والسَّلَم - بفتحهما - الانقياد فقط، وكذا ﴿السِّلْمِ﴾ بالكسر والسكون. والجحدري بفتحها وسكون اللام، وقد تَقَدَّم القول فيها في البقرة فعليك بالالتفات إليه. والجملة "لست مؤمناً" في محل نصب بالقول. والجمهور على كسر الميم الثانية من "مؤمناً" اسم فاعل وأبو جعفر بفتحها اسمَ مفعول أي: لانُؤَمِّنك في نفسك، وتُروى هذه القراءة عن علي وابن عباس ويحيى بن يعمر.
(٥/٩٦)
---


الصفحة التالية
Icon