قوله ﴿تَبْتَغُونَ﴾ في محل نصب على الحال من فاعل "يقولوا" أي: لا تقولوا ذكل مبتغين. قوله: "كذلك" هذا خبر لـ" كان" قُدِّم عليها وعلى اسمها أي: كنتم من قبل الإسلام مثلَ مَنْ أقدم ولم يَثَبَّتْ. وقوله ﴿كَذالِكَ﴾ الظاهر أن هذه الجملة من تتمة قوله ﴿فَمَنَّ اللَّهُ﴾ فهي معطوفة على الجملة قبلها. وقيل: بل هي من تتمة قوله "تبتغون" والأولُ أظهر: وقوله: "فتبيِّنوا" قرئت كالتي قبلها فقيل: هي تأكيد لفظي للأولى، وقيل: ليست للتأيكد لاختلاف متعلقهما، فإنَّ الأول: "فتبيَّنوا في أمر مَنْ تقتلونه"، وتقدير الثاني: فتبينوا نعمةَ الله، أو تثبَّتوا فيها، والسياقُ يدل على لك، ولأنَّ الأصل عدم التأكيد. والجمهور على كسر همزة "إنَّ الله"، وقرئ بتفحها على أنها معملة لـ"تبينَّوا" أو على حذف لام العلةِ، وإن كان قد قرئ بالفتح مع التثبيت فيكونُ على لام العلة لا غير. والمغانم: جمع "مَغْنَم" وهو يصلح للمصدر والزمان والمكان، ثم يُطلق على [كل] ما يؤخذ من مال العدو في الغزو، إطلاقاً للمصدر على اسم المفعول نحو: "ضَرْب الأمير".
* ﴿ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾
قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: متعلق بمحذوف لأنه حال، وفي صاحبها وجهان، أحدهما: أنه القاعدون، فالعامل في الحال في الحقيقة يستوي، والثاني: أنه الضمير المستكنُّ في "القاعدون" لأن "أل" بمعنى الذي، أي: الذين قعدوا في هذه الحال، ويجوز أن تكون "مِنْ" للبيان.
(٥/٩٧)
---