قوله: ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ قد تقدَّم الكلامُ على "ثم" هذه. وتمترون تَفْتَعُون من المِرْيَة، وتقدَّم معناها في البقرة عند قوله: ﴿مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ وجَعَلَ الشيخ هذا من باب الالتفات، أعني قوله: "خَلَقَكم ثم أنتم تَمْتَرون" يعني أن قوله ﴿ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ عائبٌ، فالتفت عنه إلى قوله: خلقكم ثم أنتم". ثم كأنه اعترض على نفسه بأنَّ خَلْقَكم وقضاءَ الأجلِ لا يختصُّ به الكفار، بل المؤمنون مثلُهم في ذلك. وأجاب بأنه إنما قصد الكفار تنبيهاً لهم على خَلْقِه لهم وقدرتَه وقضائه لأجالهم. قال: "وإنما جَعَلْتُه من الالتفات؛ لأن هذا الخكابَ وهو ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ لايمكن أن يندرجَ فيه مَنْ اطصفاه الله بالنبوَّة والإيمان".
وأصل مُسَمَّى: مُسَمَّوٌ لأنه من مادة الاسم، وقد تقدَّم ذلك فقلبت الواو ياءً، ثم الياء ألفاً. وتمترون أصله تَمْتَرِيُون فأُعِلَّ كنظائر له تقدَّمَتْ.
* ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴾
(٦/١٢١)
---


الصفحة التالية
Icon