قوله تعالى: ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ﴾: في هذه الآية أقوالٌ كثيرة لخَّصْتُ جميعها في اثني عشر وجهاً؛ وذلك أن "هو" فيه قولان، أحدهما: هو ضمير اسم الله تعالى يعود على ما عادت عليه الضمائر قبله والثاني: أنه ضمير القصة، قال أبو عليّ. قال الشيخ: "وإنما فَرَّ إلى هذا لأنه لو أعاده على الله لصار التقدير: الله الله، فتركَّب الكلام من اسمين متَّحِدَيْن لفظاً ومنى لا نسبةَ بينهما إسنادية" قلت: الضمير إنما هو عائد على ما تقدَّم من الموصوف بتلك الصفات الجليلة وهي خَلْقُ السموات والأرض، وجَعْلُ الظلمات والنور، وخَلْق الناس من طين إلى آخرها، فصار في الإخبار بذلك، فائدةٌ من غير شك، فعلى قول الجمهور يكون "هو" مبتدأ و"الله" خبره، و"في السموات متعلق بنفس الجلالة لما تَضَمَّنَتْه من معنى العبادة كأنه قيل: وهو المعبود في السموات، وهذا قول الزجاج وابن عطية والزمخشري.
(٦/١٢٢)
---


الصفحة التالية
Icon