قوله: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ﴾ أي قضى وأوجب إيجابَ تَفَضُّلٍ لا أنه مستحق عليه تعالى. وقيل: معناه القسم، وعلى هذا فقوله: ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ جوابُه؛ لِما تضمن من معنى القسم، وعلى هذا فلا توقُّفَ على قوله "الرحمة" قال الزجاج: "إن الجملة من قوله: ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ في محل النصب على أنها بدل من "الرحمة"، لأن فَسَّر قوله ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ﴾ بأنه أملهكم وأمدَّ لكم في العمر والرزق مع كفركم، فهو تفسير للرحمة. وقد ذكر الفراء هذين الوجهين: أعني أن الجملة تَمَّتْ عند قوله "الرحمة" أو أن "ليجمعنكم" بدلٌ منها فقال: "إن شتئت جعلت الرحمة غايةَ الكلام ثم استأنفت بعدها "ليجمعنكم" وإن شِئْتَ جَعَلْتَها في موضع نصب كما قال: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ﴾ قلت: واستشهاده بهذه الآية حسن جداً.
(٦/١٤٠)
---


الصفحة التالية
Icon