قوله تعالى: ﴿وَلَهُ مَا سَكَنَ﴾: جملة من مبتدأ وخبر، وفيها قولان، أظهرهما: أنها استئناف إخبار بذلك. والثاني: أنها في محل نصب نسقاً على قوله "لله" أي على الجملة المحكية بـ قل أي: قل: هو لله وقل: له ما سكن. و"ما" موصولة بمعنى الذي، ولا يجوز غيرُ / ذلك. و"سَكَنْ" قيل: معناه ثبت واستقر، ولم يذكر الزمخشري غيره. وقيل: هو مِنْ سَكَن مقابل تَحَرَّك، فعلى الأول لا حَذْفَ في الآية الكريمة، قال الزمخشري: "وتَعَدِّيه بـ في كما في قوله: ﴿وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوااْ أَنفُسَهُمْ﴾ ورجَّح هذا التفسير ابن عطية. وعلى الثاني اختلفوا، فمنهم مَنْ قال: لا بد من محذوفٍ لفهم المعنى، وقدَّر ذلك المحذوفَ معطوفاً فقال: تقديره: وله ما سكن وما تحرك، كقوله في موضع آخر: ﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ أي: والبرد، وحَذْفُ المعطوف فاشٍ في كلامهم، وأنشد:
١٨٧٢- كأنَّ الحصى مِنْ خلفِها وأمامِها * إذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَرا
١٨٧٣- فما كان بين الخيرِ لو جاء سالماً * أبو حُجُرٍ إلا ليلٍ قلائلُ
يريد: رجلها ويدها، وبين الخير وبيني. ومنهم مَنْ قال: لا حَذْفَ؛ لأنَّ كل متحرك قد يُسَكَّن. وقيل: لأن المتحرك أقلُّ والساكن أكثر، فلذلك أوثر بالذكر.
* ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيا أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ ﴾
(٦/١٤٤)
---


الصفحة التالية
Icon