وأمَّا جوابُ الشرط ففيه خمسةُ أوجهٍ، أنه محذوفٌ، فقدّره الزمخشري: "إن أتاكم عذابُ الله مَنْ تدعون" قال الشيخ: "وإصلاحُه أن يقول: "فَمَنْ تدعون" بالفاء، لأن جوابَ الشرطِ إذا وقع جملةً استهامية فلا بتد فيه من الفاء. الثاني: أنه "أرأيتكم"، قاله الحوفي، وهو فاسدٌ لوجهين، أحدهما: أن جوابَ الشرط لا يتقدَّمُ عند جمهور البصريين، إنما جوَّزَه الكوفيون وأبو زيدٍ والمبردُ والثاني: أن الجملة المصدَّرَةَ بالهمزة لا تقع جواباً للشرط البتة، إنما يقع من الاستفهام ما كان بـ"هل" أو اسمٍ من أسماء الاستفهام، وإنما لم تقع الجملة المصدر بالهمزة جوباً لأنه لا يلخو: أن تأتي معها بالفاء أو لا تأتي بها، لا جائز أن لا تأتي بها؛ لأنَّ كلَّ ما لا يَصْلح شرطاً يجب اقترانه بالفاء إذا وقع جواباً، ولا جائز أن تأتي بها لأنك: إمَّا أن تأتي بها قبل الهمزة نحو: إن قمت فأزيد منطلق"، أو بعدها نحو: "أفزيد منطلق"، وكلاهما ممتنعٌ، أمَّا الأول فلتصدُّر الفاء على الهمزة، وأما الثاني فلأنه يؤدي إلى عدم الجواب بالفاء في موضع كان يجب فيه الإتيانُ بها، وهذا بخلاف "هل" فإنك تأتي بالفاء قبلها فتقول: إن قمت فهل زيد قائم، لأنه ليس لها تامُ التصدير الذي تستحقُّه الهمزةُ، ولذلك تَصَدَّرَتْ على بعضِ حروف العطف وقد تقدَّم مشروحاً غير مرة.
(٦/٢١٥)
---