١٩٢٤- وإن أُدْعَ للجُلَّى أكنْ مِنْ حُماتها *........................
وقال:
١٩٢٥- وإنْ دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ * يوماً سَراةَ كرامِ الناس فادْعِينا
وقال:
١٩٢٦- دعوتُ لِما نابني مِسْوراً * فَلَب‍ِّيْ فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
والثاني: أن يتلعَّق بـ "يَكْشِفُ" قال أبو البقاء: "أي: يرفعه إليه" انتهى. والضميرُ على هذا عائد على الله تعالى، وذكر ابو البقاء وجهَي التعلق ولم يَتَعرَّضْ للضمير وقد عَرَفْتَه. وقال ابن عطية: "والضمير في "إليه" يُحتمل أن يعودَ إلى الله تقدير: فيكشف ما تدعون فيه إليه" قال الشيخ: "وهذا ليس بجيد؛ لأنَّ "دعا" يتعدى لمفعول به دون حرف جر: ﴿ادْعُونِيا أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ﴿إِذَا دَعَانِ﴾ ومن كلام العرب: "دعوتُ الله سميعاً" قلت: ومثلُه: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَانَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ﴾ ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً﴾ قال: ولا تقول بهذا المعنى: "دعوت إلى الله" بمعنى: دعوت الله، إلا أنه يمكن أن يُصَحَّح كلامُه بمعنى التضمين، ضمَّن "تدعون" معنى "تلجَؤون فيه إلى الله" إلا أنَّ التضمين ليس بقياس، لا يُصارُ إليه إلا عند الضرورة، ولا ضرورةَ تدعو إليه هنا".
قلت: ليس التضمين مقصوراً على الضرورة، وهو في القرآن أكثر من أن يُحْصَر، تقدَّم لك منه جملةٌ صالحة، وسيأتي لك إن شاء الله مثلُها، على أنه قد يقال تجويزُ أبي محمد عَوْدَ الضمير إلى الله تعالى محمولٌ على أن "إليه" متعلق بيكشف، كما تقدَّم نَقْلُه عن أبي البقاء وأن معناه "يرفعه" فلا يلزم المحذورُ المذكور، لولا أنه يُعَكِّر عليه تقديرُه بقوله "تدعون فيه إليه" فتقديره "فيه" ظاهره أنه يزعمُ تعلُّقَه بـ "تَدْعُون".
(٦/٢٢٠)
---


الصفحة التالية
Icon