(٦/٢٢٤)
---
قوله: ﴿مَّنْ إِلَاهٌ﴾ مبتدأ وخبر، و"مَنْ" استفهامية، "وغيرُ الله" صفةٌ بـ "إلهٌ" و"يأتيكم" صفةٌ ثانية، والهاء في "به" على سمعكم. وقيل: تعود على الجمع. وَوُحِّد ذهاباً به مذهب اسم الإشارة وقيل: تعود على الهَدْي المدلول عليه بالمعنى. وقيل: يَعودُ على المأخوذ والمختوم المدلول عليهما بالأَخْذ والخَتْم. والاستفهام هنا للإنكار.
قوله: ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ﴾ "كيف" معمولةٌ لنصرِّف، ونصبُها: إمَّا على التشبيه بالحال أو التشبيه بالظرف، وهي مُعَلِّقةٌ لـ "انظر" فهي في محل نصب بإسقاط حرف الجر، وهذا كله ظاهر مِمَّا تقدم. "ويَصْدِفون" معناه يُعْرِضُون، يقال: صَدَف عن الشيء صَدْفاً وصُدُوفاً وصدافِيَةً قال عدي بن الرقاع:
١٩٢٩- إذا ذكرْنَ حديثاً قُلْنَ أحسنَه * وهُنَّ عن كل سوءٍ يُتَّقى صُدُفُ
"صُدُف" جمع صَدُوف كـ صُبُر في جمع صبور، وقيل: معنى صدف: مالَ، مأخوذ من الصَّدَف في البعير وهو أن يَميل خِفُّه من اليد إلى الرِّجْل من الجانب الوحشي. والصَّدَف جمع صَدَفة وهي المَحارة التي تكون فيها الدُّرَّة قال:
١٩٣٠- وزادَها عَجَباً أَنْ رُحْتُ في سُبُلٍ * وما دَرَتْ دَوَرَان الدُّرِّ في الصَّدَفِ
والصَّدف والصُّدُف بفتح الصاد والدال وضمهما، وضم الصاد وسكون الدال ناحية الجبل المترتفع، وسيأتي لهذا مزيدُ بيان.
والجمهور: "به انظر" بكسر الهاءِ على الاصل، وروى المُسَيِّبي عن نافع: "بهُ انظر" بضمها نظراً إلى الأصل: وقرأ الجمهور أيضاً: ﴿نُصَرِّف﴾ مضعَّفاً، وقُرِئ شاذاً: "نَصْرِف" بكسر الراء من صرف ثلاثياً.
(٦/٢٢٥)
---