قوله: ﴿مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ "ما" هذه يجوز أن تكونَ الحجازيةَ الناصبة للخبر فيكون "عليك" في محل النصب على أنه خبرها، عند مَنْ يُجَوِّزُ إعمالَها في الخبر المقدَّم إذا كان طرفاً أو حرف جر، وأمَّا إذا كانت تميميةً أو متعيَّناً إهمالُه في الخبر المقدم مطلقاً كان "عليك" في محصل رفع خبراً مقدماً، والمبتدأ هو "مِنْ شيء" زِيْدت فيه "مِنْ".
وقوله: ﴿مِنْ حِسَابِهِم﴾ قالوا: "مِنْ" بتعيضية وهي في محلِّ نصب على الحال، وصاحبُ الحال هو "مِنْ شيء" لأنها لو تأخرت عنه لكانت صفةً له، وصفةُ النكرة متى قُدِّمَتْ انتصبت على الحال، فعلى هذا تتعلَّق بمحذوفٍ، والعامل في محلِّ رفع بالفاعلية ورافعُه "عليك" لاعتماده على النفي، و"مِنْ حسابهم" حالٌ أيضاً من "شيء" العمل فيها الاستقرار، والتقدير: ما استقرَّ عليك شيء من حسابهم. وأُجيز أن يكون "من حسابهم" هو الخبر: إمَّا لـ "ما" وإمَّا للمبتدأ، "وعليك" حال من "شيء"، والعامل فيها الاستقرار، وعلى هذا فيجوز أن يكون "من حسابهم" هو الرافع للفاعل على ذاك الوجه، و"عليك" حال أيضاً كما تقدم تقريره، وكون "من حسابهم" هو الخبر، و"عليك" هو الحال غيرُ واضح لأنَّ مَحَطَّ الفائدة إنما هو "عليك".
(٦/٢٣١)
---