و"حَفَظَة" جمع حافظ، وهو منقاسٌ في كل وصف على فاعِل صحيح اللام، لعاقيل مذكر كـ"بارّ" و"بَرَة" و"فاجِر" و"فَجَرة" و"كامل" و"كَمَلة"، ويَقِلُّ في غير العاقل كقولهم: غراب ناعق وغربان نَعَقَه. وتقدَّم مثل قوله: "حتى إذا جاء"
قوله: ﴿تَوَفَّتْهُ﴾ قرأ الجمهور: ﴿توفَّتْه﴾ ماضياً بتاء التأنيث الجمع. وقرأ حمزة: ﴿توفَّاه﴾ من غير تاء تأنيث، وهي تحتمل وجهين أظهرهما: أنه ماضِ وإنما حَذَفَ تاء التأنيث لوجهين، أحدهما: كونه تأنيثاً مجازياً، والثاني: الفصلُ بين الفعل وفاعله بالمفعول. والثاني: أنه مضارع، وأصله: تتوفاه بتاءين، فحذفت إحداهما على خلاف في ايتهما كـ"تَنَزَّلُ" وبابه. وحمزةُ على بابه في إمالة مثل هذه الألف. وقرأ الأعمش: ﴿يتوفَّاه﴾ مضارعاً بياء الغَيْبة، اعتباراً بكونه مؤنثاً مجازياً أو للفصل، فهي كقراءة حكمة في الوجه الأول من حيث تذكيرُ الفعل، وكقراءته في الوجه الثاني من حيث إنه أتى به مضارعاً. وقال أبو البقاء: "وقرئ شاذاً: ﴿تتوفَّاه﴾ على الاستقبال ولم يذكر بياء ولا تاء.
(٦/٢٥٥)
---


الصفحة التالية
Icon