والصنم لغةً: كل جثة صُوِّرَتْ من نحاس أو فضة وعُبِدَتْ متقرَّباً بها إلى الله. وقيل: ما اتخذ من صُفْرٍ ورِمْثٍ وحَجَر ونحوها فصنمٌ، وما اتخذ من خشب فوثن، وقيل: بل هما بمعنى واحد. وقيل: الصنم معرَّب من شَمَن. والصنم أيضاً العبد الغويُّ، وهو أيضاً خُبْثُ الرائحة. ويقال: صَنَمَ أي: صَوَّر ويُضْرَبُ به المثل في الحسن قال:
١٩٦٠- ما دميةٌ من مرمرٍ صُوِّرَتْ * أو ظَبْيَةٌ في خَمَرٍ عاطفُ * أحسنَ منها يومَ قالَتْ لنا * والدمعُ من مُقْلتها واكفُ * لأنتَ أَحْلَى من لذيذ الكرى * ومن أمانٍ ناله خائفُ
* ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَاذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاا أُحِبُّ الآفِلِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ﴾: يجوز أن تكون هذه الجملة نسقاً على قوله ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾ عطفاً للتدليل على مدلوله، فيكون ﴿وَكَذَلِكَ نُرِيا إِبْرَاهِيمَ﴾ معترضاً كما تقدم، ويجوز أن تكونَ معطوفةً على الجملة من قوله ﴿وَكَذَلِكَ نُرِيا إِبْرَاهِيمَ﴾ قال ابن عطية: "الفاءُ في قوله: "فلمَّا" رابطةٌ جملةَ ما بعدها بما قبلها، وهي ترجِّحُ أن المرادَ بالملكوت التفصيل المذكور في هذه الآية" والأولُ أحسنُ وإليه نحا الزمخشري.
وجَنَّ: سَتَر، وقد تقدَّم اشتقاقُ هذه المادةِ عند ذِكْر ﴿الْجَنَّةَ﴾. وهنا خصوصيةٌ لذِكْر الفعل المسند إلى الليل يقال: جَنَّ عليه الليل وأجنّ عليه، بمعنى أظلم، فيُستعمل قاصراً، وجنَّه وأجنّه فيُستعمل متعدياً فهذا مما اتَّفق فيه فَعَ وأَفْعَل لزوماً وتعدِّياً، إلا أن الأجود في الاستعمال: جنَّ عليه الليل وأجنَّه الليل فيكون الثلاثي لازماً، وأفعل متعدياً، ومن مجيء الثلاثي متعدياً قوله:
١٩٦١- وماءٍ وَرَدَتْ قُبَيْلَ الكَرَى وقد جَنَّه السَّدَفُ الأدهَمُ
(٦/٢٨٨)
---