ومصدره جَنَّ وجَنان وجُنون، وفرَّق الراغب بين جَنَّه وأَجَنَّه، فقال: "جنَّه إذا ستره، وأجنَّه جعل له ما يَجُنُّه كقولك: قَبَرْتُه وأقبرته وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه" وقد تقدَّم لك شيء من هذا عند ذِكْرِ حزن وأحزن، ويُحتمل أن يكون "جنَّ" في الآية الكريمة متعدياً حذف المفعول منه تقديره: جنَّ عليه الأشياءَ والمبصرات.
قوله: "رأى كوكباً" هذا جواب "لمَّا"، وللقراء فيه وفيما بعده من الفعلين خلاف كبير بالنسبة غلى الإِمالة وعدمها فلأذكرْ ذلك ملخِّصاً له وذاكراً لعلله فأقول: أمَّا "رأى" الثابت الألف فأمال راءه وهمزته إمالةً محضة الأخوان وأبو بكر عن عاصم وابن ذكوان عن ابن عامر، وأمال الهمزةَ منه فقط دون الراءِ أبو عمرو بكماله، وأمال السُّوسي - بخلاف عنه - عن أبي عمرو الراء أيضاً، فالسوسي في أحد وجهيه يوافق الجماعة المتقدمين، وأمال ورش الراء والهمزة بين بين من هذا الحرفِ حيث وقع هذا كلُّه ما لم يتصل به ضمير نحو ما تقدم، فأمَّا إذا / اتصل به ضمير نحو ﴿فَرَآهُ فِي سَوَآءِ﴾ ﴿فَلَمَّا رَآهَا﴾ ﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ﴾ فابن ذكوان عنه وجهان، والباقون على أصولهم المتقدمة.
(٦/٢٨٩)
---


الصفحة التالية
Icon