قوله: ﴿وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾ جملة حالية، وحُذِف الفاعل هنا تعظيماً له لأنَّ الموحي هو الله تعالى. وقوله: "ومن قال" مجرور المحل لأنه نَسَقٌ على "مَنْ" المجرور بـ مِنْ أي: وممَّن قال. وقد تقدَّم نظير هذا الاستفهام في البقرة، وهناك سؤال وجوابه. وقرأ أبو حيوة: "سَأُنَزِّل" مضعفاً. وقوله: "مثلَ" يجوز فيه وجهان أحدهما: أنه منصوبٌ على المفعول به أي: سأنزل قرآناً مثل ما أنزل الله، و "ما" على هذا موصولة اسمية أو نكرة موصوفة أي: مثل الذي أنزله أو مثل شيء أنزله. والثاني: أن يكون نعتاً لمصدر محذوف تقديره: سأنزل إنزالاً مثل ما أنزل الله، و "ما" على هذا مصدرية أي: مثل إنزال الله، و "إذ" منصوبٌ بـ "ترى"، ومفعول الرؤية محذوف أي: ولو ترى الكفار أو الكذَبة، ويجوز أن لا يُقَدَّر لها مفعول اي: ولو كنت من أهل الرؤية في هذا الوقت، وجواب "لو" محذوف أي: لَرَأَيْتَ أمراً عظيماً. و "الظالمون" يجوز أن تكون فيه أل للجنس، وأن تكون للعهدِ، والمراد بهم مَنْ تقدَّم ذكرُه من المشركين واليهود والكذَبَة المفترين.
و ﴿فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾ خبر المبتدأ، والجملة في محل خفض بالظرف. والغَمَرات: جمع غَمْرة وهي الشدة المفظعة، وأصلها مِنْ غَمَرَهُ الماء إذا ستره، كأنها تستر بغمِّها وتنزل به، قال:
١٩٨٢- ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ * بَرَاكاءُ القتالِ أو الفرارُ
وتجمع على غُمَر كعَمْرة وعُمَر، قال:
١٩٨٣-.................. * وحان لتالِكَ الغُمَرِ انقشاعُ
ويروى "انحسار". وقال الراغب: "أصل الغَمْر إزالة أثر الشيء، ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله غَمْر وغامِر، وأنشد غيرُ الراغب على غامر:
١٩٨٤- نصفَ النهارُ الماءُ غامِرُه * ورفيقُه بالغيب لا يدري
(٦/٣٢١)
---


الصفحة التالية
Icon