١٩٩٥- كأنَّ رماحَنا أشطانُ بئرٍ * بعيدةِ بين جالَيْها جَرُورِ
فقد اسْتُعْمِلَ في هذه المواضع كلها مضافاً إليه متصرَّفاص فيه فكذا هنا، ومثله قوله:
١٩٩٦-................. * وجِلْدَةُ بين الأنف والعين سالم
وقوله:
١٩٩٧-.............. * إلا قرابةُ بين الزنج والروم
وقوله:
١٩٩٨- ولم يَتْرك النبلُ المُخالِفُ بينها * أخاً لاح [قد] يُرْجى وما ثورةُ الهندِ
يروى برفع "بينها" وفتحه على أنه فاعل لـ "مخالف"، وإنما بني لإِضافته إلى مبنيّ، ومثلُه في ذلك: أمام وجون كقوله:
١٩٩٩- فَغَدَتْ كلا الفَرْجَيْنِ تحسب أنَّه * مَوْلَى المخافةِ خَلْفُها وأمامُها
برفع أمام، وقوله:
٢٠٠٠- ألم تَرَ أني قد حَمَيْتُ حقيقي * وباشَرْتُ حدَّ الموتِ والموتُ دونُها
برفع "دون". الثاني: أن "بين" اسمٌ غير ظرف، وإنما معناها الوصل أي: لقد تَقَطَّع وصلكم. ثم للناس بعد ذلك عبارتان تؤذن بأن "بين" مصدر بان يبين بَيْناً بمعنى بَعُد، فيكون من الأضداد أي غنه مشترك اشتراكاص لفظياً يُستعمل للوصل والفراق كالجَوْن للأسود والأبيض، ويُعْزى هذا لأبي عمرو وابن جني والمهدوي والزهراوي، وقال أبو عبيد: / "وكان أبو عمرو يقول: معنى تقطَّع بينكم: تقطَّع وصلكم، فصالت هنا اسماً من غير أن يكون معها "ما". وقال الزجاج: "والرفع أجود، ومعناه: لقد تقطَّع وَصْلُكم"، فقد أطلقوا هؤلاء أنَّ "بَيْن" بمعنى الوصل، والأصل في الإطلاق الحقيقة.
(٦/٣٣١)
---


الصفحة التالية
Icon