(٦/٣٣٥)
---
٢٠٠٥- ألا أيها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِ * بصبحٍ وما الإِصباح منك بأمثلِ
وقرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر: الأصباح: بفتح الهمزة وهو جمع صُبْح نحو: قُفْل وأقفال وبُرْد وأبراد، وينشد قوله:
٢٠٠٦- أفنى رياحاً وبني رياحِ * تناسخُ الأمساءِ والأصباح
بفتح الهمزة من المساء والأصباح على أنهما جمع مُسْي وصُبْح، وبكسرها على أنهما مصدران. وقرئ / "فالقُ الإِصباحَ" بنصب الإِصباح وذلك على حذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله:
٢٠٠٧-................. * ولا ذاكرَ اللهَ إلا قليلا
وقرئ: ﴿وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ﴾ و ﴿لَذَآئِقُو الْعَذَابَ﴾ بالنصب حملاً للنون على التنوين، إلا أن سيبويه لا يجيز حذف التنوين لالتقاء الساكنين إلا في شعر، وقد أجازه المبرد في السَّعة. وقرأ يحيى والنخعي وأبو حيوة: "فلق" فعلاً ماضياً، وقد تقدم أن عبد الله قرأ الأولى كذلك، وهذا أدلُّ دليلٍ على أن القراءة عندهم سنة متبعة، ألا ترى أن عبد الله كيف قرأ "فلق الحب" فعلاً ماضياً، وقرأ "فالق الأَصباح"، اسمَ فاعل، والثلاثة المذكورون بعكسه. قال الزمخشري: "فإن قلت: فما معنى فَلَق الصبح، والظلمة هي التي تنفلق عن الصبح كما قال:
٢٠٠٨-............... * تَفَرِّيَ ليلٍ عن بياض نهار
قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن يُراد: فالق ظلمة الإِصباح، يعني أنه على حذف مضاف. والثاني: أن يراد فالق الإِصباح الذي هو عمود الفجر عن بياض النهار وإسفاره، وقالوا: انشق عمود الفجر وانصدع، وسَمَّوا الفجرَ فَلَقاً بمعنى مفلوق، قال الطائيُ:
٢٠٠٩- وأزرقُ الفجر يبدو قبل أبيضه *................
وقرئ: فالق وجاعل بالنصب على المدح". انتهى. وأنشد غيره:
٢٠١٠- فانشقَّ عنها عمودُ الفَجْرِ جافلةً * عَدْوَ النَّحوص تخافُ القانِصَ اللَّحِما
(٦/٣٣٦)
---