(٦/٣٥٠)
---
وبَلَحٌ ثم يليه بُسْرُ * ورُطَب تجنيه ثم تَمْرُ
فهذه أنواعُها يا صاحِ * مضبوطةً عن صاحب الصِّحاح
قوله: "وجنَّات" الجمهور على كسر التاء من "جنات" لأنها منصوبة نسقاً على نبات أي: فأخرجنا بالماء النبات وجنات، وهو من عطف الخاص على العام تشريفاً لهذين الجنسين على غيرهما كقوله تعالى: ﴿وَمَلاائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ وعلى هذا فقوله ﴿وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ﴾ جملةٌ معترضة وإنما جيء بهذه الجملة معترضة، وأبرزت في صورة المبتدأ والخبر تعظيماً للمِنَّة به؛ لأنه من أعظم قوت العرب؛ لأنه جامع بين التفكُّه والقوت، ويجوز أن ينتصب "جنات" نسقاً على "خضراً". وجوَّز الزمخشري - وَجَعَلَهُ الأحسنَ - أن ينتصب على الاختصاص كقوله "والمقيمي الصلاة" قال: "بفضلِ هذين الصنفين" وكلامُهُ يُفْهم أن القراءة الشهيرة عنده برفع "جنات"، والقراءة بنصبها شاذة، فإنه أولُ ما ذكر توجيهُ الرفع كما سيأتي، ثم قال: "وقرئ "وجنات" بالنصب" فذكر الوجهين المتقدمين.
(٦/٣٥١)
---


الصفحة التالية
Icon